أمهات صنعن عظماء
قصة أمهات عظيمات أنجبن عظماء أبدعوا وتميزوا في التاريخ الإسلامي
إن المرأة أمًا كانت أو أختًا أو زوجة هي البذرة الأولى لقيام شجرة الأمة، فلها أكبر الدور في تنشئة الأبناء، ومساعدة الزوج في الأعـمال، ولعل أروع مثال على ذلك أمنا خديجة رضي الله عنها وأرضـاها.
لذلك يرجع كثير من العلماء السبب في قيام الأمة الإسلامية، وانتصارها على الأعداء في مراحل الضعف التاريخي التي مرت بها إلى المرأة المسلمة، وتمسكها بدينها وعقيدتها الإسلامية.
وفي تاريخنا الإسلامي عبر عصوره المختلفة نماذج مضيئة لأمهات عظيمات كافحن وجاهدن في تربية أبنائهن فأخرجن عظماء وروادا في أمة الإسلام.
الخنساء تماضر بنت عمرو .. قبل معركة القادسية الكبرى عندما أخذ المسلمون يحشدون جنودهم، ويعدون عدتهم لمواجهة الفرس، أخذت الخنساء تحمّس أبناءها الأربعة للجهاد.
فلما تلاقى الفريقان في المعركة، أخذت تتلقى أخبار أبنائها وأخبار المجاهدين، وجـاءها النبأ باستشهادهم، فقالت: الحمد لله الذي شرّفني بقتلهم، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مُستقرِ رحمته.
أم الإمام سفيان الثوري .. سفيان الثوري أمير المؤمنين في الحديث كان وراءه أمٌ صالحة تكفلت بتربيته والإنفاق عليه فكان ثمرتهـا.
يقول الإمام سفيان الثوري: لما أردتُ طلب العلم قلتُ: يا رب، لابد لي من معيشة، ورأيتُ العلم يضيع، فقلتُ: أفرغ نفسي في طلبه، وسألتُ الله الكفاية (أن يكفيه أمر الرزق)، فكان من كفاية الله له أن قيَّض له أمه، التي قالت له: يا بنيّ، اطلب العلم وأنا أكفيك بمغزلي.
أم الإمام الشافعي .. عندما مات والد الإمام الشافعي، كان وفاء الأم أن تجعل الابن محمد بن إدريس الشافعي إماما، فأخذته من غزة إلي مكة وهناك تعلم القرآن وهو ابن 7 سنوات، ثم أرسلته إلى البادية ليتعلم اللغة العربية، ثم الفروسية والرماية، ثم أرسلته إلى أئمة العصر في ذلك الوقت إلى أن أجازه الإمام مالك للفتوى وسنه 15 عاما!
أم عبد الرحمن الناصر .. الخليفة الأموي عبد الرحمن الناصر الذي حكم الأندلس وأحيا الخلافة الأموية هناك، ثم خاض المعارك والملاحم مع الأوربيين، وأصبحت قرطبة في عهده مقر خلافة يحتكم إليها أمراء أوربا وملوكها، ويذهب إلى جامعتها طلاب العالم.
سر هذا كله أمه التي ربته، فقد نشأ عبد الرحمن يتيما، فاعتنت أمه بتربيته ورعايته حتى أصبح من أعظم الخلفاء المسلمين في أوربا كلها.
أم محمد الفاتح .. كانت أم السلطان محمد الفاتح تأخذه وهو صغير وقت الفجر؛ ليشاهد أسوار القسطنطينية وتقول له: أنت يا محمد تفتح هذه الأسوار اسمك محمد كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومحمد الصغير يقول: كيف يا أمي أفتح هذه المدينة الكبيرة ؟! فترد قائلة: بالقرآن والسلطان والسلاح وحب الناس.
المصدر : موقع قصة الإسلام لايت
تعليقات
إرسال تعليق