المشاركات

عرض المشاركات من 2019

قصص واقعية من القاعة الكبرى

صورة
كتبها والتقط صورها شهود عيان، أعدها اللواء والأديب الأستاذ/ جلال الرويشان . كتاب خلدت فيه شهادات من كتبت لهم حياة جديدة في يوم الثامن من أكتوبر للعام ٢٠١٦، بعد مجزرة القاعة الكبرى. تفاصيله ألمٌ، وكتابات المكلومين فيه وجعٌ، كل حرف ينزف وكل عبارة تنسج مشاهد سيريالية تذهلنا أمام تلك النهايات التي رسمت للآلاف الموجودين فمنهم من نجا بأعجوبة، ومنهم من عاش وقد فقد عضواً من أعضائه، ومنهم من قضى نحبه، ولكل حاضر في تلك اللحظة قصة، ومن بين آلاف القصص دونت بعض منها. وهذه مقتطفات بسيطة تلخص صورة المشهد "كيف أنسى قهر الرجال وأعينهم وهي تستجدي كبرياء الكون لتحبس دمعها، وهم يبحثون عن ماتبقى من ذويهم"والبعض يتحسس ماتبقى من ذاته. ويصف جانباً من المشهد " كيف أنسىٰ عجزي عن إحابة رجل تقطعت أطرافه يسألني بحرقة وهو غارقٌ في دمائه ذلحين كيف!؟ هل سأموت!؟" وآخر يصف جانباً آخر من المشهد بقوله" سمعت أصواتاً تستغيث من تخت الأنقاض: ساعدونا...أنقذونا...نحن أحياء تحت الركام...وسمعت أصوات تنادي أين بوابة الخروج!؟ وسمعت أنين من يصارعون الموت...ومن يعيشون تلك اللحظات الأخيرة من حياتهم،ومن

رواية الصخور المهاجرة للأستاذ جلال الرويشان

صورة
الصخور المهاجرة للاستاذ القدير جلال الرويشان "شعر قاسم بغصة في حلقه...وابتلع ريقه وكأنه يبتلع موس حلاقة صدئاً"، رواية نسجت بحياكة فنية رائعة لتصيغ سيرة مغترب وقرية؛ إذ أن أسباب الإغتراب ومايتعرض وتعرض له المغتربون في الماضي والحاضر ليست سوى قصص مشابهة لقصة قاسم في هذه الرواية، وكما هي تلخيص دقيق وحصيف وموجز لحياة أهل القرية وصراعات النفوذ، ومشاكلها اليومية المتكررة ودور شيخ القبيلة. وشحذ الكاتب قلمه وصقله ليتحدث عن دور المرأة كزوجة وربة بيت مقتدرة في حال غياب زوجها وتدبير شؤون الأسرة بحرفية عالية. ومن جماليات هذه الرواية أنّها أبرقت ومضات رائعة على مقتنيات البيت اليمني الريفي وعادات أصيلة، وأحتوت على الكثير من الحكم التي يمكن استخلاصها بين فينة وفينة في ثنايا الرواية. " الفقر ألا تجد ماتريد...البؤس أن تسأل الناس وتريق ماء وجهك...فلا تحصل على ماتريد..الفقر ليس عيباً، العيب هو البؤس، هو الانكسار، والمساكين هم البؤساء، هم الذين يجب أن نرثى لحالهم، وكلما ازداد المرء غنى... ازدادت رغبته في جمع المال وكلما جمعه... ازدادت رغبته في الاحتفاظ به...وكره إنفاقه." خ

عاشقة النجاح

صورة
عاشقة النجاح...هكذا كنيتها...وهي تخط دربها بعشق نحو النجاح، جعلت هدفها أن تواصل دراسة البكالوريوس بتخصص الطب البشري، دار حوارا نتج عنه قراراً بدراستها خارج اليمن، ماتتميز به أنها تصر على النجاح وتطور من نفسها بالقراءة والمطالعة فكانت تعمل في مركز ريفي كقابلة إلا أنها أثبتت جدارتها وأضحت تنافس الطبيبات- اختصاصيات النساء والولادة- لكن ذلك لم يجعلها تحد من طموحها وتكتفي بالدّخل الذي تكسبه من وراء عملها؛ فأرادات أن تعزز مهاراتها العملية بالخلفية العلمية المتينة، وقد بدأت رحلة البحث من تركيا ولكن لم تشأ الأقدار، فاتجهت البوصلة نحو روسيا وبمساعدة من أحد الأصدقاء الأوفياء حصلت على قبول جامعي في إحدى الجامعات الروسية المرموقة وبدأت تربط أحزمتها متهيأة للمغادرة إلى بلد الغربة في سبيل العلم. ولقصة سفرها حكايات تدوّن في ظل أوضاع البلد المأساوية في حين كان لابد أن تصل روسيا قبل العاشر من أكتوبر، كان موعد تأشيرة سفرها إلى مسقط للمقابلة في السفارة متأخر لأسباب تعزى لكثرة المسافرين خارج اليمن، وشاء الله أن يسخر لها رجل - أقل ما يوصف به ملاك يمشي على الأرض- فعجل بموعد سفرها واستضافها في عمان وأكرمه

رواية وحي الفائزة بجائزة كتارا 2019 لحبيب السروري

صورة
سميفونية رائعة خطها حبيب بتراص بديع وتسلسل جذّاب وآسر، فبلسان غسان العثماني وزوجته شهد وبمحاورته لشخصية مجهولة أعتقدها فتاة أسماها وحي كانت احداث الرواية مع ضيوف شرف أيضا.  فكان حواره مع وحي مفعما بلغة فلسفية حول الفكر الديني ورغبته في قراءة التاريخ بمنظور علمي لا بما يتناقله المؤرخون والكُتاب، ومناقشتهما للتراث الديني وأبلغ مايوصف به الحوار الدائر بينهما توصيف الكاتب له بأنه ("ثورة فكرية" ردايكالية، بروح عسكرية جيفارية، تصوب صواريخها الباليستية ضد الظلمات، بجرأة يصعب محاكاتها). -وكما أطلّ على مدن عديدة حول العالم أبدع وصفها، كان يقضي إجازته الصيفية مع زوجته شهد فيها. -وسلط مصباح فكره على الأحداث السياسية لليمن خلال فترة الثمانينات مروراً بالتسعينات وحتى نهاية العام 2017.

رسالة إعتذار

صورة
إن كتبت بماء البحر فسينفد، وإن رتبت مفردات العربية فستعجز، وإن جمعت شتلات الورد والزهر فستتصحر الأرض، تعبيرا عن صدق إعتذاري عن كل لحظة جرحتك فيها، عن كل لفظة نطقت بها فأذتك وخدشت سمعك المرهف، عن كل تفكير أقحمتك فيه....فجهلي بتقدير الأمر دفعني للإفصاح عما يراود قلبي وبالمقابل ثقتي بحكتمك ورزانتك شجعتني...أيها الغالية بحق الله لست أرضى إلا أن تكوني أسعد من في الوجود...فمني إليك شلالات الأسف تتدفق كتدفق أنهار دجلة والفرات والنيل والامازون ونهر السين وغارون والميز، أيتها الزهرة الندية اللطيفة مشاعراً الرقيقة الفياضة المتدفقة عطاءً ...إن الخجل قد واراني كما تواري السحب الجبال إلا أنك ذات الجود والكرم والصفح. ..لقد عجزت عن التعبير فسامحيني وسامحيني وسامحيني. والسلام عليك ولك وإليك مِداداً ومدداً سرمدياً مدراراً فياضاً غدقا.

أيمن العتوم...مهندس الكلمة والأديب الأريب...وعازف الحرف

صورة
أيمن العتوم مهندس وعربي أديب  بدأ شاعرا وتفتقت موهبته في النثر ألوانا ....لغته جزله وتوصيفه ببراعه .. ذاكرته كبيره وإستدعاءه للأحداث مشوقه لاتعجزه الإستدلالات بالمقولات لكاتب في القديم الغابر أو القديم القريب  ...تعيش في كتاباته وتعيش فيك ...يسبح في نهر اللغة  كسباح ماهر ويصطاد المفردات كأصطياد عجوز البحر  -لهمنجاوي- السمك في ريعان شبابه. ودود مع الكلمات ،طيعت بين يديه اللغة بمفرداتها "ماضاق بحر اللغة ولكن ضاق قاموس الكُتّاب" أدهشنا في تسع آيات وثلاث دواوين شعرية (نبوءات الجائعين -قلبي عليك حبيبتي -الزنابق-خذني إلى المسجد الأقصى) ١- أما "ياصاحبي السجن" فأولى رواياته فيها بيان لتجربة سجنه ٢-وأما "يسمعون حسيسها" فرواية العذاب تُليت بلسان الطبيب إياد وخطت بقلم العتوم لتخليد العذاب الأدنى لزبانية جهنم الأسد في سجن تدمر ٣- "حديث الجنود" فشهادة أحد أعمدة النضال في جامعة اليرموك لأحداث جامعة اليرموك١٩٩٧ ٤-  "ذائقة الموت" فصدرت معاناة المواطن في ريف أردني وفي كل الأرياف العربية تتقارب المعاناة وتتساوى وشاهدة لموت الظمير الحاكم وإنسلاخه

اقتباسات من رواية أنا يوسف ..أيمن العتوم

صورة
النجوم خجلى تتراقص مثل ذبالة مصباح يوشك أن ينطفئ في الأفق البعيد الموت يمشي حافياً، الذعر بلا قدمين العجلة تورث الندم، لاخير في من لم يهذب نفسه لمقاومة جموحها النابع من ثقة مضللة، الطريق الطويلة الشائكة التي توصل إلى نصر دائم خير من الطريق القصيرة السهلة التي توصل إلى فوز خادع. الحقيقة لا تجنى نفسها، والعلم أولى بالتقدمة في المرتبة من السن، فإن السن يبلغه كل واحد أما العلم لا يؤتاه إلا ذو حظ عظيم أولى الناس بالتهذيب هي نفسك التي بين جنبيك فلا خير فيمن غلبته شهوته على عفته، ولا خير فيمن غلبه طبعه على قناعته، ولاخير فيمن غلبه جهله على حكمته، العقل خير من السلطان، والعلم أنفع ما يقتنى ويبذل. يامعاشر الذئاب دمكم حرام عليكم ماحييتم، إننا لسنا بشراً نأكل بعضنا لحم بعض ويضرب بعضنا رقاب بعض الأحلام أصدق من الحقيقة،ظهر الرؤيا بطن الواقع وماكان للروح من رؤيا في النوم أشد وضوحا مما كان للجسد من الرؤية في اليقظة. الاعتراف بالحب يصعب الأمور أم يسهلها؟!! لواعج القلب تظهرها فلتات اللسان. الحطب لا يذوي إلا في النار المشتعلة التقت عيناهما في القلب، وللقلب عيون. إن القلب أ

رواية الزعفرانة لأحمد سلامة .... الحب قديما وحديثا والتاريخ

صورة
الزعفرانه  الحب قديماً وحديثاً، الابتعاد عن الضوضاء ضوضاء العلاقات، ضوضاء الحكم، ضوضاء المدينة، الهروب بحثاً عن حياة هادئة، حقبة من تاريخ أسرة فرعونية،يحي الطيب وزينب وميرغيت وياسمينا، نفروع-راع، وحتشبسوت وتحتمس والوزير شخوص القصة وآخرين، فيحي الطيب دكتور الآثار القديمة أحب مراتٍ ثلاث أو الأصح أحببنه ثلاث نساء..زينب زوجته التي وافتها المنية أثر مرض عضال، ميرغيت لم ينسجم معها بسبب انفتاحها الزائد وياسمينا جمعهما القدر في صحراء مصر بعد أن التجأ كليهما إليها كلا له هدفه نحو البحث عن الأقدار التي  تزيل مابهما من همّ، فهروبه ليتمكن من العيش بسلام بعيد عن العلاقات غير المجدية وهروبها كان بسبب لغز تعقدت أحداثه في الرواية، ولقد سلطت الرواية الضوء على ملكة فرعونية شاءت أن تعيش حياتها ببساطة بعيداً عن أطماع الملوك، وسُميت الرواية"زعفرانه" باسمها وهي ابنة الملكة حتشبسوت زوجة الملك تحتمس الثاني واسمها "نفروع-راع" ومن الجميل ما كتب حولها في بردياتٍ ثلاث. ...

طريق جهنّم...أيمن العتوم

صورة
سرد أحداثها ثاني أقدم سجين سياسي في ليبيا علي العكرمي وكتبها إبن الضاد الدكتور العتوم، فعن عذابات سجن أبو سليم تحدثت، ولجرائم الزبانية وثقت، وبها من الجنون-جنون القتل والتعذيب- ما لا تستوعبه الخيالات، ومن القصص المُفجعة المُحزنة مابكت لها العبرات، ونزف القلم دما لا حبراً وهو ينسج العبارات، البدأ بقراءتها مغامرة والإنتهاء منها نجاة، وأدق وصف لما كان يجري في سجن أبو سليم ما خطه الكاتب في إحدى صفحات الرواية "كان كل شيء يحدث عشوائياً،القتل والتعذيب والسحل والتحقيق، ومصادرة الحرية، والإذلال، وكسر الإرادة والتجويع والتعطيش، والسحق والصعق والصفق والمحق والطعن والصفع واللطم، والوخز واللكز والوكز والنخز ولم يكن أحد في العالم الخارجي ليعترف بشيء مما يحدث! كل ذلك ساوى عند السجناء أو أكثرهم بين الموت والحياة، كيف يمكن أن تكون الحياة أثمن من فقدانها في مثل هذه الظروف!! من أجل ذلك كانوا يفكرون بالهرب والتمرد ولو أدى ذلك بهم إلى الموت،لأن الموت في سجن أبو سليم كان يطلع من كل شبر، وينبت تحت كل حصاة! والهروب منهُ حياه أو احتمال حياة حتى ولو لقيك على الجانب الآخر، الجانب الذي هربت إليه" إ

طوق الحماة في الألفة والأُلّاف

صورة
نسج كلماته ابن حزام الاندلسي ليستهدي به المٌحبين، ويقيسون به محبيهم ففيه العلامات البيانات للمحب، وفيه من الأشعار المعبرة الكثير وممّا قاله" وللحب علامات يقفوها الفطن، ويهتدي إليها الذكي، فأولها إدمان النظر، والعين باب النفس الشارع، وهي المنقبة عن سرائرها، والمعبرة لضمائرها والمعربة عن بواطنها، فترى الناظر لا يطرف، ينتقل بتنقل المحبوب ويتروي بانزوائه ويميل حيث مال كالحرباء مع الشمس"  فيا أيها الحبيبان  على كفتي ميزانه وزنا  قلبيكما فسترون أيهما الصداق وأيهما المتلاعب، أيهما يحب من الصميم وأيهما كالزبد ذاهب