أيمن العتوم...مهندس الكلمة والأديب الأريب...وعازف الحرف

أيمن العتوم مهندس وعربي أديب  بدأ شاعرا وتفتقت موهبته في النثر ألوانا ....لغته جزله وتوصيفه ببراعه .. ذاكرته كبيره وإستدعاءه للأحداث مشوقه لاتعجزه الإستدلالات بالمقولات لكاتب في القديم الغابر أو القديم القريب  ...تعيش في كتاباته وتعيش فيك ...يسبح في نهر اللغة  كسباح ماهر ويصطاد المفردات كأصطياد عجوز البحر  -لهمنجاوي- السمك في ريعان شبابه. ودود مع الكلمات ،طيعت بين يديه اللغة بمفرداتها "ماضاق بحر اللغة ولكن ضاق قاموس الكُتّاب"

أدهشنا في تسع آيات وثلاث دواوين شعرية
(نبوءات الجائعين -قلبي عليك حبيبتي -الزنابق-خذني إلى المسجد الأقصى)
١- أما "ياصاحبي السجن" فأولى رواياته فيها بيان لتجربة سجنه
٢-وأما "يسمعون حسيسها" فرواية العذاب تُليت بلسان الطبيب إياد وخطت بقلم العتوم لتخليد العذاب الأدنى لزبانية جهنم الأسد في سجن تدمر
٣- "حديث الجنود" فشهادة أحد أعمدة النضال في جامعة اليرموك لأحداث جامعة اليرموك١٩٩٧
٤-  "ذائقة الموت" فصدرت معاناة المواطن في ريف أردني وفي كل الأرياف العربية تتقارب المعاناة وتتساوى وشاهدة لموت الظمير الحاكم وإنسلاخه من عروبته ومدونة للنضال الطلابي وظميرهم المتقد تجاه القضايا القومية في مختلف الأمصار العربية
٥- "أسمه أحمد" يتحدث الدقامسة أحمد بلسان قلم العتوم الحدّ حكايته منذ ولادته إلى خروجه من السجن وهو ذاك الجندي الذي أشتهر في عملية الباقورة ١٩٩٦
٦ -  "نفر من الجن" تفتق خيال العتوم فأبهرنا بعالم الجان و هي رواية جذورها تاريخية وساقها من الخيال نُصِبت ،وأرواح صوفية بين ثناياها أُلقيت ،وبنار الشر أوقدت وبلغة العصر تكلمت وبأسلوب القرآن خُطت وبرداء الجان تلبست
فأسِلم عقلك وأطلق العنان لخيالك ورابط مع أحداث الرواية حتى تصل النهاية لتبدأ منها حياة جديدة
٧ - "كلمة الله" رواية نقشت التطرف الديني المسيحي والإسلامي وبينت أن نهج الحوار والقول اللين بالحكمة والموعظة الحسنة لأجدى نفعا وأسلم طريقة وأنفع دواء لإمهاء الجدائل المعقودة بين الديانات المختلفة
٨- "خاوية" رواية لتجربة أم طفل مصاب بالتوحد، ولمعاناة اللاجئين السوريين صورت ولتحيز بعض الشباب السوري وغيرهم لفصائل معارضة -جانبت طريق الصواب في تحرير سورية من الباغي الأسد- سلط العتوم فلاش قلمه 
٩ - "تسعة عشر" رواية متطرفة في حب الكتاب كما قال العتوم أنه" مصاب بالعشق المتطرف للكتب " وهي رواية بماء الحياة أُشرِبت وفي البرزخ نُصِبت
وبأرواح العلماء والمفكرين والأدباء والأنبياء وحتى الشياطين والسفاحين أُحييت وفيها لكُتب والمكتبات نُثِرت وفي الخيال وبالخيال دُثِرت ولغاية التعريف ببحر الكتاب خُطت وفي الكانونين أُريق حبر مدادها وأنتهت .
وهاك أيها المتذوق لأدب العتوم بعضا من شعره
يقول في ديوانه نبوءات الجائعين
ستمرُ أعوامٌ كأعوام الرمّادِ على بلادي
لاشيء غير الجوع...والفحشاء...
والأحزاب....والفِرقِ العديدة
سيمرُ من أكلوا التُراب على البيادر
ثم يبتدئون أُغنية الحصيدة .
نحن العجينة للحكومات الرشيدة
وفي قصيدة أخرى
حقٌ يضيع ولا يعودُ
الحقُ يُنتزعُ انتزاعْ
هذا أنا...
شعبٌ يعُذّب في السجون بغير ذنبٍ
ثُم يُسلب دونهُ حقُ الدفاع
هذا أنا
الجدير بالذكر أن ديوان نبوءات الجائعين كتبه وهو في السجن على قصاصات الورق الصغيرة وخط بعضها على جدران السجن حيث كان القلم أعز مفقود في بداية فترة سجنه وكان يهرب بعضا من قصائده مع والده حين كان يزوره .
إن روح العتوم الوطنيه وشغفه وحبه لوطنه تجسد من خلال رواياته وخصوصاً تلك التي وقعت أحداثها في الأردن الحبيب تتجول معه في شوارع المدن الأردنية في الجبال والقرى بين المطاعم والمولات وكأنّك راكب بساط يجول بك أنحاء المحافظات الأردنية
أمّا تطرفه للكتب والكتاب والكُتّاب فلقد بسطه بسطا في روايته "تسعة عشر" ومن يقرأ هذه الرواية يُخال له أنه في مكتبة كُبرى قد سُطحت على أحد جُدرانها لوحة لمس عملاقة كي يتسنى للزائر الإطلاع على الكم الهائل من الكتب ومؤلفات الكتاب فأنتقل بنا من غابر العلوم إلى أحدث مأُلِف في الألفية الأخيرة، من أرسطو تتالى المؤلفين والكُتاب إلى دراون وهمنجاوي ودوستويفسكي ومن الجاحظ والمتنبي وابن رشد وابن خلدون وجلال الدين الرومي وغيرهم كثير ...
10-رواية"أنا يوسف" إقرئوها ففيها تكبيرٌ لمشاهد قصة يوسف المذكورة في القراءن، وتصويرٌ دقيق لمشاعر الحُب والكُره، الحنان والعاطفة، بعدها ستترسخ في أذهان القارئ القصة ويتفاعل مع روح الحدث.
**إننا إذاً أمام هامة أدبية مقبلة وبقوة وسيخلد إسمه بماء الذهب
**فلتمض أيها الفارس المغوار ولتسبر أغوار اللغة لنتشرب من نهر قلمك مايعتق نهم القارئ
 **وإنّي لناصح أمين لكل من يحب اللغة العربية والروايات المحترمة القيمة أن يزخرف مكتبته بروايات "العتوم "



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رواية الصخور المهاجرة للأستاذ جلال الرويشان

من ديوان "قلبي عليك حبيبتي " للشاعر أيمن العتوم

اقتباسات من رواية أنا يوسف ..أيمن العتوم