رثاء صديق


إلى صديقي من عشت معه وبه سنتين لا ككل السنوات تجولنا حول العالم، دلفنا مواقع علمية وثقافية دينية وترفيهيه...عشنا قصص كثيره. وفي ذاكرته خلدنا الكثير من لحظات الفرحتذكر ياصيدقي مراجعات الكتب التي لم أفرغها بعد منك كم أمينا عليها رغم أنهم سيتلفونك قريبا إذا ما باعوك في سوق النخاسة من تعلموا التعامل معك كقطعة ميته ،تذكر القصص الجميلة المحفوظة فيك والخواطر الثمينة التي اصطدناها  وأياك من صفحات الحكماء والعقلاء وذوي الخبرة كالدكتور عادل العماد والأستاذ عامر طوقان والدكتور أيوب الحمادي ...لم أنتبه أنك ستفارقني ففضلت الاحتفاظ بها في مذكرتك ولكن شاءت الأقدار أن تصيبك بسقوط أودى بحياتك لكنك كنت نعم الوفي ضللت تصارع آلام الكسر مدة شهر ويزيد ومن ثم قررت وجهك الجميل أن يغادرني إلى الأبد فأخفت ضوئه وأسكتك ولن أنسى رجفاتك المنبعثة من السهم وزر الواجهة وأن تستغيثني إعادتك للحياة ودمعتك الزرقاء الوامضة من رأسك تلتهب كلما فتحتك عل وعسى تتراجع شاشتك عن قراره وتعيد وهج ابتسامتك لنحيا سويا .لن أخبرك أنهم سيتاجرون بك "تجار القطع" أشلاء سيمزقونك كما يمزق "تجار البشر " الأطفال ويبيعونهم قطعة قطعة فأصبر وكن خير مطيع فلقد نزعت روحك فلماذا الألم؟!يعتقد البعض أنني أرثيك لقيمتك المادية ولولا تضامني لفترة محدودة معك لما غربت مساء يوم وفاتك إلا وقد أحللت مكانك بديل ولكني أرثي روحك الممتلئة بالخواطر والذكريات الجميلة .... أرثي ذاكرتك المليئة بالمعلومات واللحظات الجميلة .... أرثي عدستك التي وثقت أحداث ومناظر خلابة .... أرثيك لإنك رفضت أن تسقط في وحل السياسة وأصررت على أن تكون للعلم والقراءة  

ملاحظة : الصورة ليست لجوالي وإنما معبرة فقط

 

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رواية الصخور المهاجرة للأستاذ جلال الرويشان

من ديوان "قلبي عليك حبيبتي " للشاعر أيمن العتوم

اقتباسات من رواية أنا يوسف ..أيمن العتوم