صحافة الصبيان .... سمارة القوتلي

·         شهادة صحافية على حرب سوريا أقشعر بدني وأنا أتلهف لملاحقة الكلمات والسطور الساردة معاناة السوريين في المناطق المحاصرة من قبل النظام .... بل لفتت الشاهدة في نهاية الشهادة أن ما ذكرت لم يكن سوى قليل من ونزر يسير من ما يحدث وحدث ،بالتأكيد أن من يعيش في مناطق آمنة وبعيدة عن الحرب لن يصدق الكثير منها بل سيعتبر أنها بالغت كثيرا ،ولن يصدقها إلا من عاش أحداث مشابهة لها ...ونحن في اليمن عشنا جزء من هذا الحصار سواء المطبق من قبل التحالف السعودي أو من الحوثيين وخصوصا على مدينة تعز
·         لقد تجاوزت مرحلة فقد السوريون لكمالياتهم مطلع الحرب ونسوها وتطورت لفقد أساسيات الحياة كالدقيق والسمن والسكر والزيوت تلك التي تسد رمق الجوع فقط وتقيم صلب الإنسان حتى تعدوا هذه المرحلة وأصبح اقتنائها والحصول عليها شيء من الترف حتى وصلوا إلى مرحلة فقد الأعضاء في أجسادهم أو عوائلهم ؛فيكون يوما مباركا أن يمر بسلام دون فقد أحد الأقارب أو بتر عضو لأحد أفراد الأسرة ...أما المباني فلم تعد تلك المباني الشاهقة والمترفة بل غدت هياكل عظمية لا تقي حر أو برد ولا تحمي صواريخ أو براميل متفجرة بل تنتظر ومعها سكانها الأوفياء معها دورها في قائمة القصف الأسدي كي تصبح دمارا وتتشتت أشلاء        
       
·لا شك أن معانة الصحافيين في الحروب تتضاعف والمخاطر تكون ادناه التوقيف والسجن أما سوريا فلها مذاق مختلف ،أنقرض الصحافيون وبقي المواطن الصحافي ومنهم كاتبة الشهادة ....عانوا الكثير لم يعروا من أين يقوا أنفسهم هل من نظام الشبيحة المستأسد أم من فصائل المعارضة ؟! كل فصيل يريد أن تصيغ الخبر على هواه وكل قائد وفرد يريد أن تذكر أسمه في تقرير وهم ليسوا سوى هواة صحافة ....تعرض الكثير منهم للتوقيف والسجن والتعذيب والقتل ولم تنجوا حتى عوائلهم من الأذى 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رواية الصخور المهاجرة للأستاذ جلال الرويشان

من ديوان "قلبي عليك حبيبتي " للشاعر أيمن العتوم

اقتباسات من رواية أنا يوسف ..أيمن العتوم