خاوية...رواية جمعت أشلاء وذكريات أشلاء وبقايا أشلاء

إنطلق لسانه وهو في سن العاشرة يردد بعض الكلمات بتأتاأة شديدة فنادى "بابا بابا" بصعوبة وردد " ما ما ما ما " كذلك ،كان الرسم عالمه في التواصل مع الآخر ،رسم ابنة صديقة أمه التي ضربها معتذرا عن ذلك ورسم أبوه وبعض المشاهد التي كان يرقبها ،أخلت الأم ساحات وجدران البيت لتكون مرسمه ....بدر الطفل المصاب بالتوحد ، إبن للدكتور جلال وزوجته سلوى بعد تعثر خمس سنوات من الإنجاب رزقهم الله بمولود ولكن كان مصابا بالتوحد،جن جنون الزوجة بتحقق أملها في الحمل كانت تزور محلات ملابس ومسلتزمات الأطفال خلال فترة حملها وأشترت لإنبها المنتظر كل ما كانت تقع عينها عليه ،لقد وقع عين الدكتور جلال عليها حين زار أحد مدارس الأردن في حملات صحية كانت تنفذها الوزارة فكانت له زوجة سكنت وأياه في جبل الحسين بالقرب من عائلتها ولكن كان لها طبيعة حادة ومزاج غيور جدا .
أبرز الدكتور أيمن العتوم في القسم الأول من "خاوية " معانة أم ترعى طفلها المصاب بالتوحد وطرق الرعاية المناسبة له وأساليب التغذية الصحيحة ونمط المعيشة التي يرسمها ذلك الطفل لنفسه
أما في القسم الثاني
ف "زياد " و"ليث " و"حنين "وليلاس " وعوائلهم كانوا يعيشون في سورية منعمين بالهدوء منتشيين بحالات الحب والحنان والأنس
انتحر زياد أخيرا بعد فراره من معسكر أبو القعقاع حين طلب منه الأخير أن ينفذ أمره بإغتصاب تلك المرأة التي قاومتهم في إحدى  القرى التي أقتحموها بعد أن أستبسلن نسائها استبسالا رائعا وسقن في الأخير إلى معسكر أبو القعقاع ليبيعهن ويتاجر بهن كما هي عادته في كل قرية يقتحمها ...كان زياد قد ترك أخته ليلاس وأمه بعد فقدانه لزوجته حنين وهي حامل بولي عهده ووالده وأفراد أسرة حنين جراء قصف لطائرات النظام أودى بحياتهم ،خلق منظر جثة حنين المتفحمة في قلبه مرارة الإنتقام من القتلة فألتحق بمعسكر أبو دجانة وألتقى برفاق دربه "ليث " وزميله الآخر ولكن لم يكن لفصيل أبو دجانة الأسلحة الكافية لمواجهة قوات النظام فقرر أن يلتحق بمعسكر أبو القعقاع الفصيل له نصيب الأسد أو كان نصيب "الأسد الرئيس"بين فصائل المعارضة فكان أذن ويد النظام بين فصائل المعارضة فكان إذا قرر إقتحام قرية ساعدته طائرات الميج لتسهل له العملية فأي كرم حاتمي حظي به من نظام دمشق
في هذا القسم سلط الدكتور أيمن العتوم فلاشه على حرب سوريا وقصف النظام للقرى المعارضة وإبادة أسر بأكملها ونسف أحياء برجالها ونسائها وكهولها وأطفالها ،وتطرق إلى الفصائل المعارضة للنظام وسير قيادتهم لبعض المعارك وذلك الفصيل الذي ينتمي إلى النظام أكثر من إنتمائه للمعارضة فأتخذ قائد الفصيل الحرب مصدرا لثرائه بمتاجرته بنساء وفتيات القرى التي كان يقتحمها
أما في القسم الثالث
فعاد الدكتور جلال ليهب بخدماته الإنسانية إلى مخيمات اللاجئين السوريين في حدود الأردن
التقى بحالات إنسانية كثيرة وقصص حرب مرعبة ..ذلك الأب الذي باع بنته من أجل أن يحصصل على بعض الدينارات وتلك الأم التي فقد جميع العائلة وذلك المحامي هو الآخر فقد عائلته وحيه بالكامل وأولئك الأطفال الذين هربوا مع من هربوا ولم يجدوا أنفسهم إلا داخل المخيم بلا عائلة ولم يعرفوا هل استشهدوا أقربائهم أم لازالوا ...ففي حظرة القصف يتجلى يوم المحشر ...نفسي نفسي ....كان الدكتور جلال قد تبنى معالجة الطفلة "ليلاس" من آثار حروق ألتهمت جزئها الأيسر كاملا فأستأجر لها ولأمها التي هي خالتها في الأصل شقة أمام شقته فساعد بدر أن يجد له صديقة ينشأ مجتمعه الخاص فلقد تأثرت وأصيبت أيضا بالرهاب الليلي فتحسنت حياة الطفلين "بدر وليلاس "
 فلقد سلط الضوء هنا على حياة اللاجئين في المخيم ولم يكن أبشع من قصة "ليلاس " في الفصل ال41 من الرواية إلا مالا يحدث سوى في مخيلات مخرجي أفلام الرعب

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رواية الصخور المهاجرة للأستاذ جلال الرويشان

من ديوان "قلبي عليك حبيبتي " للشاعر أيمن العتوم

اقتباسات من رواية أنا يوسف ..أيمن العتوم