كلمة الله للدكتور أيــمــن العتــوم
·
صالح هو رمز الاعتدال، الشاب المسلم الوقور الهادئ الذي
أقنع مراد وبتول بالحجة الدامغة والحوار الرصين،غُيب من هذه الحياة بأيدي المتشددين من كلا
الطرفين المسيحي والإسلامي
·
أما مراد كان أنموذج شاب أضاع عمره في إسئلة
الملحدين الساذجة والغبية-ذلك أنها أسئلة الهرب من تحمل المسؤولية والولوج إلى عالم الحق-، تقاطع مع متشددي المسلمين من جعلوا من أنفسهم وكلاء
الله في أرضه فأحرقوه وكتبه
·
وأما بتول الطاهرة مسيحية من أسرة مخلصة للكنيسة شاءت
الأقدار أن تجمعها بصالح لتعلن إسلامها فذاقت الويلات من العذاب في الكنيسة قبل أن
يتحول أبوها من بشر إلى وحش ويقتلها بأسياخ الحديد الملضى بالنار؛ فما أوجع أن
يتحول الأب من سند حنون ويد حانية إلى ذئب مفترس ووحش أرعن في وجه فتاة رقيقة
المشاعر صادقة القول محبة له ولكنه التشدد الأعمى والفكر الظلامي الذي يتشربه
معتنقي الديانات من أفواه تحب مصلحتها الشخصية في إطار منظومة تسعى للسيطرة على
الحياة من أجل أن تحكم هي باسم الرب (فمعظم الحروب التي سعرت باسم الدين عبر
التاريخ كانت من أجل السيطرة على الأرض والإنسان باسم الله لا من أجل الدخول في
دين الله )
هكذا كانت نهاية رموز الرواية الثلاثة
·
لقد سلطت الرواية الضوء على التشدد والغلو الديني من قبل
من نصبوا أنفسهم وكلاء الله في أرضه سواء أكانوا من المسلمين أو المسيحيين ولقد
صدق ابن سيناء بقوله (ابتلينا بأقوام يظنون أن الله لم يهد إلى الحق سواهم)
·
لقد كان موفقا الدكتور أيمن في سرد الرواية بتشويق عالي
حيث بدأها بتكون أسرة مسيحية من شاب وشابة أخلصوا أنفسهم لخدمة الكنيسة وأنجبوا بتولا وتبنوا طفلين ،فكان الأب حانيا
على ابنته بتول ومحبا لها أيما حب .يخاف عليها من النسمة الطائرة ومن الذبابة
المارة ....استقبلت بتول الجامعة وفردت ذراعيها لشابة جميلة أنيقة وقادتها للتعرف
على شاب وسيم أسمه صالح نشأت بينهما علاقة حب كان حجزها الديانة فذوب تلك الحواجز
بنور الأيمان المتدفق من قلب وفكر صالح حتى اهتدت إلى طريق الحقيقة فأسملت وكانت
نهايتها أجمل نهاية في الله ولله كما كانت نهايته هو أيضا.
·
في ثنايا الرواية نفحات من أدب الأستاذ أيمن على لسان
صالح وهو يحاور المتبني فكرة الإلحاد "مراد " بأسئلة لا يكاد يفتئ
الملحدون من ترديدها في كل محفل فأجابها بلغة العلم وبإقناع مبهر
·
وكما أن في خضم الرواية المليئة بالشجن والمتلمسة لقضية
هامة أومض على حال الصحافة التي تسبح بحمد الحاكم ليلا ونهارا في بلدننا العربية
·
(نعم ....
في كل زمان وفي كل مكان،
التقى ثلاثتهم دون تخطيط مسبق
وغابوا في أيكة الحياة
قد تختلف طريقة غياب أحدهم عن الآخر لكن ما
لفرق ؟!
النتيجة أن الغياب لم يخطئ أحدا
منهم
لكن هناك شيء جديد ...
تعليقات
إرسال تعليق