يسمعون حسيسها ....هل للزبانية قلوب ؟!
أي قلب حمله الأستاذ أيمن وقد أسلم سمعه
للطبيب أياد وهو يدلي بشهادته ؟! أي قلم تجرأ لكتابة فصول هذه الرواية !!
هل ضل الحبر أسودا أم تحول إلى أحمر ينزف من
شدة الأوجاع المحشورة في كامل الصفحات
.... هل لزبانية العذاب قلوب يحملونها خلف
الضلوع ؟! تلك الوحشية والسادية الصادرة من ذئاب تدمر – بل إن الذئاب بريئة من
الوصف- لا يتخيلها الإنسان.....لقد أبطلت عامل التخيل واللاوعي وأنا أقرأ هذه
المجزرة حتى أأمن من الكوابيس والأهوال تلك المنبعثة من ثنايا الرواية ... في ستين
فصل وعلى 365 صفحة دون الأستاذ أيمن شهادة الطبيب أياد سعد لسبعة شعر عام قضاها في
جحيم تدمر ...كل ما تتخيله من عذابات ستجده هنا ...لقد تفنن الجلادون في ابتداع
ألوان العذاب ليرسموه على جلود الضحايا من حملة الفكر والأدب والثقافة .....فكل
سفيه فاقد العقل والمروءة والنخوة والرجولة والإنسانية والحيوانية كان جلادا في
ذلك الجحيم يمارس هوايته السادية
.....طعامهم ظاهره "شربه "وباطنها مالا
تستسيغه النفوس وتعفه البهائم فبراغيث وجراثيم وأحيانا يخلط بالبول ونومهم
سنتيمترات لكل فرد منهم يتراصون كالحصائر عودا جنب عود أما حمامهم فحمام او اثنين
وربما ثلاثة لأكثر من 150 يتناوبون عليه وبشرط ألا يسمع لهم همسا وإلا فالكرابج جاهزة
لتلتهم أجسداهم وصوتهم محرم أن يرتفع فإن أحس الحارس بضجيجه فهيهنئو بحفلة تعذيب
تعيدهم أجساما ذابلة أما تعرضهم للشمس ففي ساحات فراشهم الزجاج ولحافهم السياط
تلذع ما طاب لها من أجسادهم وحين يتكرم عليهم جلاد السجن بالنظافة وحلاقة رأوسهم
ولحاهم فكأنهم يحرثونها حرثا بالأمواس
فيعودون وكأن رؤوسهم بطيخ ناضج وأخاديد الدم على وجوههم مرسومة
.....تخيل أن تجبر على تعذيب أبوك في السجن
هذا ماحدث لأب ومعه أبناءه الثلاثة بجواره أجبروا أثل أبنائه أن يركب فوق ظهره وفي
أرض مليئة بالزجاج أجبروا الولدين الآخرين على سحل أبوهم ،أليس مثل هذا يفقد العقل
؟! ومن ثم يقودون أولادك من أمامك بالتقس
يط للإعدام واحدا كل فترة ليزيدوا من
عذابك ...لم يتحمل الوالد كثيرا بعد فقدانه أولاده فقد بصره ولحق بهم مغشيا عليه
بعد أيام معدودة من فقدان آخر أولاده
.... أمراض تفشت كثيرة جراء الطعام الملوث
والماء الشحيح فالكوليرا قضت على حياة أربعين منهم في مهجع واحد فقط والسل أخذ
نصيبه فدفن عشرات بسببه والجرب نال نصيبه منهم فأخذ قائد المشاة وجمع معه وأمراض
أخرى أخذت نصيبها دون التفاتة من زبانية العذاب
.... لقد جنَ بعضهم من سوء المعاملة وشدة
التعذيب وفقد البعض الآخر بصره وآخر أصابه انزلاق دائم وأما تهتك الأنسجة وكسور العظام فلقد أصبح شيء مألوف
بعد كل حفلة تعذيب يمنون بها ومنهم من فارق الحياة جراء التعذيب فتكسير الجماجم
أمر غير سهل والضرب بكرابج من حديد بللت بالملح ثلاثة أيام على الأقل، واستخدام
الخوازيق في التعذيب والرفس والركل ليست سوى عادات بالية في هذا السجن العتيق
.... أما الإعدامات فكانت تجري على قدم وساق
يساقون ثلة كل سبت وأربعاء ليشنقوا بمشانق عنيفة فتقيد أرجلهم وأيديهم إلى الخلف
ورقابهم ثم يشد الجسم خلفا حتى يلفظ الشهيد روحه ويسلمها إلى خالقها لترتاح من جور
الزبانية "أبو نذير "وزبانيته
تعليقات
إرسال تعليق